السبت، 10 ديسمبر 2016

إضاءة النص قراءات في الشعر العربي الحديث

المؤلفة : اعتدال عثمان
-         دار النشر:
الهيئة المصرية العامة للكتاب
عدد الطبعات وتاريخها
-         الطبعة الأولى:1988
-         الطبعة الثانية مزيدة:1998
-         عدد الصفحات: 186
  الطالب :
محمد الهادي محمد الطالب
السداسي الخامس 
قسم اللغة العربية وآدابها 
رقم الجلوس    280


أولا : تفكيك العنوان
يتألف هذا العنوان {إضاءة النص } من كلمتين
الأولى الإضاءة ’ وهي مصدر من أضاء يضيء إضاءة هذا من حيث التعريف اللغوي
أما التعريف الإصطلاحي :فإن إضاءة النص تعني تفسيره
الثانية : النص وتشير إلى كل فقرة مكتوبة أو منطوقة بغض النظر عن طولها أو قصرها
ونص بمعنى ظهر وارتفع ومنه قول امرئ القيس يصف الجيدة
وجيد كجيد الريم ليس بفاحش            إذا هي نصته ولا بمعطل
لذلك فإن إضاءة النص تعني تفسيره وتتبع معانيه الظاهرة والباطنة ومايقصده الناص من نصه
أمــا العنوان الفرعي ، الذي هو{ قراءة في الشعر العربي الحديث} فتعني قراءة وقراة وهي في اللغة مصدر سماعي
وهي هنا في هذا العرض مقيدة وخاصة بالشعر العربي الحديث الذي نحن بصدد تقديم كتاب فيه

- الأبواب والفصول
وقد قسمت هذا الكتاب إلى خمسة أبواب تحت كل باب فصل وسأتناول كلاى منهما
على حدة
الباب الأول : الأندلس في الشعر العربي الحديث
إن الأندلس هي المكان التاريخي الذي يضم جانبا من جوانب الحضارة العربية في المنفى ’ تمثلت فيه مرحلة من مراحل إيجابية هذه الثقافة وتطور الاشتغال بالعلوم  القديمة على نحو أدى إلى تأسيس جانب مهم من جوانب البناء الحضاري العربي
والأندلس بالإضافة إلى ذلك تستقر في هذه المنطقة اللاشعورية بوصفها الجنة الضائعة أو الفردوس الأرضي المفقود
وحين يتم استدعاء هذا المنفى بوصفه حلما ضائعا في منافي الشعراء فإنه يحضر بأبعاده الفيزيقية والمجردة معا ’
ويرجع ذلك إلى أن الانقطاع عن المكان يجعل الشاعر في وضع يتماثل تماما مع وضع الشاعر في قصيدة ’مطر’
إذ يكون بدوره ضائعا بين الزمان والمكان وفي المقطع الآتي يؤكد مطر التناقض إذ يقول
إنني ضائع في البلاد
ضائع بين تاريخ مستحيل
وتاريخي المستعاد

فصل في جماليات المكان
وما يهمني في هذا الفصل هو معرفة خصائص الخيال اللغوي فيما يتصل بشكل المكان في الشعر العربي متمثلا في مكان بعينه هو الأندلس  وحس المكان بالمعنى الأول حس أصيل وعميق في الوجدان البشري وخاصة إذا كان المكان هو وطن الألفة والانتمان الذي يمثل حالة الارتباط البدئي ويرتبط بهناءة الطفولة وصبابات الصبا ويزداد هذا الحس شحذا إذا ماتعرض المكان للفقد أو الضياع وأكثر ما يشحذ هذا الحس هو الكتابة عن الوطن في المنفى
- الباب الثاني : عالم القصائد الخمس بين الواقع والحلم
إن القصائد التي تناولتها هذه الدراسة من الشعر العربي الحديث تنطلق وفقا للتصور الذي يرى أن الشعر بناء لغوي يستمد ركائزه من أبنية ثقاية ينتمي أليها الشاعر لكنه لايخضع لها بل يشكل بناء موازيا ومعادلا لهذه الأبنية يعكس آليات إنتاج المعرفة ، لا لتثبيتها وإنما لكشف تناقضاتها ومن خهذا المنطلق تقدم القصائد التي تناولتها الدراسة تصورا يناقض التصور الذي ينبني على مهمة من مراحل الإبداع الحضاري للثقافة العربية مثل مرحلة الأندلس
- فصل : قراءة في قصيدة أحوال ثمود
وهو ديوان آدنوس الأخير ودأب آدونيس فيما عدا بدايته الأولى على المزج بين الغياب المطلق عن الواقع والحضور الغامر فيه ويبدو الإغراق في الحلم الهيذاني والإبتعاد عن الواقع المحسوس خروجا مؤقة للشاعر عن مشروعه الفكري للشاعر في إطاره الأشمل
وإذا كان الشطح في الشعر يقتضي غيبوبة عن اللغة بالمعنى الإصطلاحي  فالشاعر لابد أن يعود إلى عالم المحسوسات ليعود من متاهة الحلم في ختام مفرد بصيغة الجمع ليقول
وأنت أيتها الأشلاء الباقية من أحلامنا
تحومي حول صبواتنا
أجسادنا تنوأ الطوفان
والآن أول البحر
أنا الصارية ولا شيءيعلوني
والآن أول الأرض
ويعقب أوبة الشاعر ديوان القصائد الخمس ويبدأ بقصيدة أحوال ثمود
رجع القول إلى أحوال ثمود
وتبدو الجملة الإفتتاحية في القصيدة كأنها استئناف لحركة مستمرة خارج فضاء القصيدة نفسها
- الباب الثالث: الشعر والموت في زمن الاستلاب
يموت الشعر في حياتنا كل يوم ويموت الشعراء وينتقلون من زمن الشعر إلى زمن الثرثرة وشتان بين زمان وزمان
ويتكثف نظام العلاقات بين الشاعر والمجتمع وبينه وبين الكون
ففي قصيدة الطيور من ديوان أوراق الغرفة وهو آخر دواوين الشاعر أمل دنقل
يقول
الطيور معلقة في السماوات
مرشوقة في امتداد السهام المضيئة
للشمس 
فليس أمامك
والبشر المستبيحون والمستباحون صاحون
فصل :في قراءة نقدية لقصيدة الأرض لمحمود درويش
يقول
في شهر آذار في سنةالانتفاضة قالت لنا الارض
أسرارها الدموية في شهر آذار
أنا الأرض
والأرض أنت
- إن الدارس لهذه القصيدة يجد نفسه أمام وفرة من التساؤلات
لعل أهمها , ما العلاقة بين النص والمبدع والنص النقدي,
هل نسلم بأن النص النقدي قول على قول ’ محكوم به تاليا على النص الأول’
صحيح أن الأمر كذلك لكن ما ذا يحدث لو ولينا وجوهنا صوب الآفاق البعيدة  نبحر في فلك درويش
يلاحظ في المقطع الأول الترتيلة التي ترفع إلى الأرض في موسم الخصب تأتي في نهاية المقاطع السردية التي وردت فيها  وإذا تتبعنا مسار الصوت في الإتجاه الأول وجدنا أنه بعد ظهوره الإستهلالي مرتبطا بالأرض ومحاكيا صوت القرار في اللحن وأن صوت الشاعر’ إلخ
الباب :الرابع أسئلة الثقافة أسئلة القصيدة
إن الثقافة ’في النظر الإعتدالي , هي الإطار الفكري لعملية الإدراك الجماعي  بمعنا أنها مجموع القيم الأخلاقية والمعرفية
وبهذا المعنى فإن الثقافة هي المجال الذي يحول الآنية العابرة إلى نظام يتسم بالتماسك من ناحية كما يتسم من ناحية أخرى بقابلية التفاعل الداخلي والخارجي في آن واحد
وعلى صعيد الشعر تلتقط القصيدة الحديثة هذه الحقيقة وإن ارتبطت بقضية أساسية هي القضية الفلسطينية
فصل في قصيدة مأساة النيرجس وملهاة الفضة لمحمود درويش
يقول
كلما قالوا وصلنا خر أولهم على قوس
البداية أيها البطل ابتعد عنا لنمش

كم مرة ستكون رحلتنا البداية
ففي هذه القصيدة يطرح الشاعر أسئلته الجوهرية على التاريخ وعلى الزمن العربي وعلى الذات الحضارية العربية لروافدها المتعددة وعلى البنيات الفكرية المشكل لهذه الذات من خلال الذات الفلسطينية الجماعية
الباب الخامس : إضاءة جانبية {الشاعر ناقدا}
إذا كانت الكتابة الإبداعية تعد نوعا من المعرفة المستندة إلى خبرة جمالية يعيد المبدع عن طريقها بناء العالم فإن  إقبال عدد كبير من المبدعين على الكتابة النقدية يظهر بوصفه استكمالا لهذه الخبرة الجمالية ذاتها وتأسيسا لها والكاتب إذ يعمل على إيجاد المعادل الفكري والعاطفي لحقائق الحياة وقوانينها إنما يضفي على ذلك الوجود نفسه قيمة جمالية باقية تظل مجالا مفتوحا للناقد كي يضيء هذه القيمة التي يقاس بها الفن بصورة عامة
وإذا كان المجال لا يسع لهذه الإضاءة الجانبية غلا لإطلالة سريعة فإنني أعرف أنها لا بد أن تكون قاصرة بالضرورة إذا ما تناولت شاعرين كبيرين وناقدين هما عبد الصبوروآدونيس
يقول عبد الصبور
أبحرت وحدي في عيون الناس والمدن
- ويقول آدونيس في إحدى قصائده
ممتزجا بك
أتنهدك
أكتب في كل خلية من خلاياي
أتكلمك
فصل :في مقارنة بين عبد الصبور وآدونيس
إن الشاعر والناقد عبد الصبور لا ينفصل عن ذاته كي  يتأمل التجربة فالذات هنا لا تصبح بؤرة للكون وتقيم حوارا ثلاثيا بين الذات الناظرة والمنظور إليها وأشياء العالم فالذات الشعرية عنده هي جسد اللغة الذي يتشكل في قصيدة إنه يتحد  بلغته اتحادا صوفيا ويمتزج بها كما يتحد الصوفي بالحقيقة المطلقة ويقول في شهادته النقدية " الشعر هو لغة إدراك هذا الذي لايدرك وهذه اللغة هي ما أسست له التجربة الصوفية العربية وما رستها على نحو فريد
أما آدونيس فإنه يركز على الباطن أو اللاوعي  فالوعي أو الظاهر في الفقرة الشعرية المقتبسة من قصيدة "المهد" لا يعرف من هو أو لا يستطيع تعرف ذاته عن طريق استرجاع تقاليد الخطاب الشعري المختزن في ذاكرة الشاعر
وكلاهما يقوم بتقطيع أوصال النص أو جذبه ليلائم تأويله
فالأول يستأذن المسافر {النص قبل أن يطرحه ويمزقه]
والثاني يدخله معه في معركة تؤدي إلى ذلك التمزيق ذاته فكلاهما يقدم قراءة انتقائية ليست موضوعة بالضرورة للشعراء القداما والمحدثين على السواء
ولقد أدرك صلاح عبد الصبور وآدونيس تلك الحقيقة
وهكذا يتألف المختلفان ويختلف المتئالفان وتمضي مسيرة الإبداع نحو أفق مفتوح على المستقبل 
النقاط التي تخدم الموضوع
- إن الثقافة هي الإطار الفكري لعملية الإدراك الجماعي بمعنى أنها مجموع القيم الأخلاقية والمعرفية
- إن الثقافة هي المجال الذي يحول الآنية العابرة إلى نظام يتسم بالتماسك وقابلية التفاعل
- إن الشعر بناء لغوي يستمد ركائزه من أبنية ثقافية ينتمي إليها الشاعر
- إن الكتابة الإبداعية نوع من المعرفة المستندة إلى خبرة جمالية يعيد المبدع عن طريقها بناء العالم
- القارنة الفنية بين آدونيس وصلاح عبد الصبور
الخلاصة
وخلاصة القول فإن اعتدال عثمان لم تأل جهدا في هذه الأطروحة النقدية  التي تناولت فيها الأدب بصفة نقدية شفافة وإن كانت مختصرة على شعراء لعل أهمهم آدونيس ومحمود درويش
وكانت فيصلا حياديا في دراستها ومقارنتها بين هؤلاء الشعراء وتارة تناصر وتعضد وتارة تميل وتنقد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق