تقديم الطالبة النجاة بنت محمد
السداسي الخامس، قسم اللغة العربية وآدابها
رقم الجلوس 261
أولا
العنوان : تفكيك، تحليل، تفسير
عنوان الكتاب تأصيل النص عبارة عن كلمتين تعنيان
العودة بالأثر الأدبي إلى بيئته الاجتماعية، والكاتب هنا يريد العودة بالنص إلى
أصله من وجهة نظر الناقد والفيلسوف الفرنسي لوسيان جولدمان الذي يتبع منهج
البنيوية التكوينية، بخلفية ماركسية .
ثانيا
عدد أبواب الكتاب

ويتكون الكتاب من ثلاثة كبيرة هي :
· الرؤية الكونية (روية العالم) Vision
du Monde
وفي هذا الباب يشرح الكاتب مقدمة كتاب جولدمان الإله
الخفي ويوضح فيه منهجه الجدلي ويَعمد إلى شرح المناهج الأخرى ويبين مواطن الضعف
فيها، ويختار منهما منهجين يراهما مقبولين "التحليل النفسي" كما هو في
أبحاث جان بياجيه والمنهج المادي الماركسي.
· المنهج البنيوي التكويني في تاريخ الأدب
ويبين في هذا الباب أن
التحليل البنيوي التكويني في الأدب ليس سوى التطبيق في هذا الميدان لمنهج عام نراه
صالحا وحده في العلوم الإنسانية، ومعنى ذلك أننا نعتبر الإبداع الأدبي قطاعا مميزا
ولكنه من نفس طبيعة القطاعات الأخرى للسلوك الإنساني.
· حول الفن والأدب والإيديولوجيا
وفي هذا الباب يحاول
جولدمان أن يقدم منهجه النقدي في الدراسة الأدبية المعتمد على نظرياته السابقة
ويبين نقاط الالتقاء والاختلاف بين المناهج البنيوية وبين منهجه الذي يدعوه
البنيوية التكوينية .
v تفصيل الأبواب
يحاول المؤلف خشفة أن
في أبواب هذا الكتاب الثلاثة أن ينطلق من رؤية الكون مرورا بتاريخ البنيوية في
الأدب وصولا إلى اختلاف الإيديولوجيات حول الفن والأدب، ففي رؤية الكون مثلا يحاول
أن يجلي الغموض عن المصطلح معولا على ما ساقها جولدمان في إطاره من المصطلحات، وهو
في حديثه عنها يركز على أن السلوك البشري سلسلة من الأجوبة والردود ذات الدلالة
على مواقف تواجهها الذات ويحاول أن يقيم نوعا من التوازن بينها وبين العالم
المحيطة به .
ويمكن تطبيق هذه
المقولة على كل أنواع الأفعال الإنسانية وردود أفعالها سواء كانت ثقافية أو اجتماعية
أو اقتصادية ، إذ ليس التحليل البنيوي التكويني في تاريخ سوى التطبيق في هذا
الميدان لمنهج عام نراه صالحا وحده في العلوم الإنسانية .
وبعد خوضه في تاريخ
البنيوية يصل إلى الباب الأخير الذي كرسه للحديث عن اختلاف الأيديولوجيات حول الفن
والأدب، وقد تعرض للعديد من قضايا الفلسفة والأدب، خاصة في انتقاد الماركسية
لمفهوم القطيعة المعرفية ، والتشيؤ كما فسره جورج لوكاتش ، ثم يتناول علاقة الذات
بالموضوع حتى يصل إلى ما سماه دوركايم بالذات الجماعية .
v أهم النقاط التي تخدم الموضوع :
ينضوي كتاب تأصيل النص تحت إطار البنيوية التكوينية الذي
حاول المؤلف توضيحه في معظم أجزاء الكتاب، وذلك من خلال استعراض آراء الناقد جولدمان
ويمكن أن نجمل أهم النقاط فيما يلي :
- أن الأثر الأدبي يتكون من الكثير من
الكائنات الحية التي يجدر بها أن تكون متماسكة لتشكل مفهوما واحدا، فهو يتشكل من
جمل أو كليات يمكن فهم أجزائها انطلاقا من الأجزاء الأخرى، وتفهم بشكل أحسن
انطلاقا من البنية الكلية .
- إن أي فكر أو أثر إبداعي لا يكتسي
دلالته الحقيقية إلا عند اندماجه في نسق الحياة أو السلوك .
- جولدمان لا يعطي الكاتب المرتبة الأولى
في عملية تأصيل النص، بل لا بد عنده من إقامة علاقة بين مضمون الأثر الأدبي وبين
مضمون الوعي الجماعي .
الخلاصة :
يعد كتاب تأصيل النص
من الكتب المهمة في مجال النقد الحديث ، وقد حاول مؤلفه أن يوضح منهج جولدمان
البنيوي من خلال إيراد جميع نظرياته، وإيراد مآخذه عليه، كما حاول أن يجلي الغموض
الذي يلف أفكار هذا المفكر، يتميز المؤلف بنظرته الفلسفية العميقة، إذ نراه عند
شرحه لغوامض الفكر الجولدماني يغوص إلى ما هو أكثر عمقا من الأفكار الأصلية، مما
نتج عنه غموض وتكرار لبعض الأفكار والموضوعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق