الخميس، 7 ديسمبر 2017

نظرية موت المؤلف


إعداد الطلاب:
محمد فاضل مزيان                        286
آسية محمد الأمين                         339
 فاطمة سيد لحبيب                          308 




مقدمة:
كانت النظرية النقدية الاكلاسكية السائدة في العمل الأدبي تقول أن النص ابن شرعي للمؤلف وانعكاسا لحياته وثقافته ونفسيته,وأن إضاءة النص في هذه المعطيات تساعد القارئ علي التماهى والتجاذب مع أفكار المؤلف ومقاربة تجربته الشعورية لتظهر بعد ذلك نظرية نقدية أخري متزامنة مع ظهور البنيوية فتنسف النظرية الاكلاسكية , داعية إلي موت المؤلف و إقصاءه إقصاء تاما فسلطت الضوء علي هذه المقاربة النقدية وفكرة المقارنة التحليلية علي تأصيل نظرية موت المؤلف وتداعياتها الفكرية لتطرح الإشكالية التالية:هل يعد مصطلح موت المؤلف منهجا إجرائيا صرفا أم إشكالية فكرية تمس جميع المستويات؟
المبحث الأول:
-التعريف وتفكيك العنوان:
-الموت:الانتهاء والانقطاع
-المؤلف:هو الكاتب أو الشاعر القائم بأي عمل إبداعي مكتوب. 
موت المؤلف:نظرية تقوم علي فصل الكاتب عن نصه أي أن المؤلف آخر عهده بنصه حين يفرغ من كتابته.
وتعني تحرير النص من سلطة الطرف المهيمن عليه,والمتمثل في الكاتب وتتيح النص للقارئ بما أن القارئ هدف أولي للنص بحيث تريح المؤلف مؤقتا إلي أن يمتلئ النص بقارئه والقارئ بالنص,إذن موت المؤلف ليس فنائه ولا نهايته بل هو فحسب ترفيع للنص على شروط الظرفية وقيودها ومن ثم فتح المجال أمام نصوصية النص لكي تدخل النص إلي آفاق الإنسانية العابرة للزمان والمكان حيث يكون النص قادرا علي بلوغ مداه مع القارئ ومع التاريخ مستقلا بذلك عن سلطة المؤلف, علي أن المؤلف الأكبر للنص هو الموروث الذي يشكل صياغا مصدريا ومرجعيا للنص مثل ما شكل أساسه .
ففكرة موت المؤلف بدأت كردة فعل علي كثير من العلوم الإنسانية التي انطلقت في تحليلها للنص من العوامل النفسية والاجتماعية التي يعيشها المؤلف ومدي تأثير تلك العوامل علي النص أو الإبداع الأدبي إذ بدأت الفكرة من النقاد الجدد بريادة "رانصم" مرورا بالشكلاننيين الروس مثل "جاك بصون" وانتهاء بالبنيوية كما عند "شتراوس" علي إقصاء التاريخ الأدبي للمؤلف والتعامل مع النص جثة هامدة لا حراك فيها, والكشف عن الأنساق والبنية علي كافة مستوياتها الصوتية والصرفة والأسلوبية,بغض النظر عما قاله المؤلف وماذا يقول وإنما تجيب علي السؤال القائل كيف قال؟

المبحث الثاني:
البعد التاريخي (النشأة) :
موت المؤلف أو موت الكاتب نظرية نقدية ظهرت مع موجة النقد البنيوي بفرنسا إبان الثلاثينيات من القرن الماضي على يدي "رولان بارت" في النقد "ومشيل فوك" في الدراسات الإنسانية حيث أطلق عليه موت الإنسان والمراد بيه عزل النص عن مؤلفه,بهدف دراسته دراسة موضوعية تنطلق من النص ومعطياته وتهمل ما عداها من معطيات خارجية كسيرة المؤلف وعصره ونفسيته وكلما يمكن أن يسمي بالإطار الخارجي في دراسة النص,وتعود فكرة موت المؤلف إلي جذور فلسفية وفكرية ترتبط بالظروف الموضوعية التي عاشتها أوربا بعد ثورتها علي الكنيسة ,فقد أعلن الفيلسوف الوجودي "نتشاه" مقولة(موت الإله)ووجدت هذه المقولة صدي واسعا في أوساط النقاد الأوربيين الذين يتوقون إلي تدمير الاتجاه الغيبي لتنتقل هذه المقولة إلي النقد الأدبي فأعلن النقاد الغربيون وعلي رأسهم "رولان بارت" عن موت المؤلف,وقد أكد أن إعدادا من النقاد الغربيين قد سبقوه إلي هذه النظرية.
المبحث الثالث:
أهمية نظرية المؤلف في الدراسات النقدية:
تعد نظرية موت المؤلف من أهم النظريات الشائعة في النقد البنيوي حيث اعتمدها الكثير من النقاد في تحليل النصوص وتقييم الإنتاج الإبداع .
وقد كان لهذا التوجه دور كبير في تحديد مواقف النقاد من النص الأدبي وتضييق مناهجهم إزاء الظاهرة الأدبية, فانقسمت المناهج حسب أسلوبها في قراءة النص وهي كالتالي:
-المناهج الخارجية أو المهتمة بالمؤلف كالمنهج التاريخي والنفسي والاجتماعي والأسطوري.
-المناهج الداخلية أو النصية وهي التي تسعي لقراءة النص من داخله بمعزل عن مؤلفه.كالنقد الجديد والمدرسة الشكلية والبنيوية.
-مناهج القراءة أو المهتمة بالقارئ كالتفكيكية والتأويلية.
-نظرية التلقي الألمانية وهي تختلف عن بعضها بعضا ولكن هناك رابطا بينها هو منح القارئ جزئية أكبر في الحوار مع النص.

المبحث الرابع:
نقد نظرية موت المؤلف:
إن قضية موت المؤلف تحتاج إلي كثير من التأمل والتفكير وضرورة إعادة النظر بتقديم نتائج المناهج السالفة,فالنص والمؤلف كل لا يتجزأ ولا يمكن الفصل بينهما  تحت أي ذريعة من الذرائع,يقول "رولان بارت"أن المعني لا يأتي من خارج اللغة الأمر الذي يعني إقصاء المؤلف لأنه يمثل قيدا علي تفسير النص.
ولعل أهم ما أخذ علي نظرية موت المؤلف هو تطبيقها علي النص القرآني حيث بدأت الإشكالية  في دراسة النقاد للنص القرآني مع بداية ظهور النقد البنيوي الذي حاول تطبيق نظرياته علي القرآن الكريم,بدعوى على أنه نص لغوي وفق الرؤية البنيوية المجردة, وبالتالي تطبيق نظرية "بارت"والتناص وإسقاطهما علي النص القرآني هو بذلك خروج من البشرية إلي الإله وقد وقع في هذا المنزلق الخطير بعض الحداثين العرب أمثال "آدونيس"  "ونصر حامد"و "أبو زيد علي حرب"  و"أروكن" وغيرهم.
الخاتمة:
إذا اعتبرنا أن نظرية موت المؤلف لها فضل كبير علي الأدب وبعض المعارف حيث سلطت الضوء علي أعمال بالغة الأهمية وإن كانت معدودة, وخلاصة القول فيها تحول النقد من اعتبار المؤلف إلي اعتبار النص ولعلها غدا تنتهي بالتركيز علي القارئ.
فالنص كشيء مكتوب لا وجود له أي(الورقة) ليست هي النص بل إن النص يتكون من انطلاق عملية القراءة, وباختصار فإن ما قيل من انتقال النقد إلي التركيز على النص هو بناء صحيح ,ولعل هذا الرأي ما اعتمدته البنيوية في تحليل النص علي حساب ذات المؤلف.









المصـــــــــــــــــادر والمـــــــــــــــراجع
-كتاب نظرية النقد الأدبي الحديث للدكتور يوسف نور عوض.
-كتاب تأنيث القصيد والقارئة المختلفة لعبدا لله الغذامي.
-الخطاب النقدي عند رولان بارت(موت المؤلف نموذجا).
-قراءات في عالم الكتب والمطبوعات (موت المؤلف وخلود الأثر) لإبراهيم السبت.
-جريدة الرياض(إشكالية نظرية موت المؤلف) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق