الاثنين، 26 مارس 2018

الدلالة عند علماء العرب القدامى إعداد محمد فاضل ولد مزيان


خطة البحث:

مقدمة
المبحث الأول :مفهوم الدلالة (تعريفها لغة واصطلاحا)
المبحث الثاني :نشأة الدلالة عند العرب
المبحث الثالث :دراسات دلالية عند علماء العرب قديما
المراجع والمصادر
الخاتمة


مقدمة
بداية لابد من التأكيد على أن الدراسات الغوية العلمية قديما ارتبطت في اغلبها بديانات الأم والشعوب ,والعرب لم يشذوا عن هذه القاعدة حيث ارتبطت الدراسات اللغوية العربية ارتباطا وثيقا بالقرآن الكريم لم حواه من إعجاز بديعي وأسرار كثيرة أذهلت العرب ,وتحدت قدرتهم اللغوية وبراعتهم البلاغية على أن يأتوا بمثله ,فقد جاءهم القرآن الكريم بمفاهيم ومثل وقيم ومعاني وألفاظ ومصطلحات جيدة,تختلف عن سابقاتها في الجاهلية ,مما أثار فيهم نشاطا فكريا لم يعهد له مثيل من قبل ,ما كان له الأثر البالغ في تطور الحياة الفكرية .

المبحث الأول :مفهوم الدلالة (تعريفها لغة واصطلاحا)
الدلالة في اللغة تنحدر من جذر (دلل)وله أصلان كما يقول بن فارس[1]  أحدهما إبانة الشيء بأمارة تتعلمها ,والآخر اضطراب في الشيء كأن نقول فالأول :دللت  فلانا على الطريق ,والدليل الأمارة في الشيء وهو بنت الدلالة ( الكسر والفتح )  والأصل الآخر قولهم :تدلدل الشيء إذا اضطرب .
-ومن الشواهد على معنى الإرشاد و الهداية والإبانة قوله تعالى ياأها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم [2] 

أما الدلالة اصطلاحا :في اصطلاح علماء اللغة هي :ما يمكن أن يستدل به  وهي بخلاف الاستدلال لأنه طلب الشيء من جهة غيره ,فالاستدلال فعل المستدل [3] ,وجاء في تعريفات الدلالة هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر ,والشيء الأول الدال والثاني المدلول [4] ,ويتضح من خلال هذا التعريف أن المعنى الاصطلاح في الدلالة قريب جدا من المعنى اللغوي  ,من حيث كون العلم بشيء ما موصولا إلى العلم بشيء آخر ,و دلالة اللفظ على المعنى باصطلاح علماء الأصول تنحصر في ثلاثة أوجه هي المطابقة والتضمن و الالتزام ,فإن لفظ البيت يدل على معنى البيت بالمطابقة ويدل على السقف وحده بطريق التضمن لأن البيت يتضمن السقف ,أما طريق الالتزام فهو دلالة لفظ السقف على الحائط فإنه غير موضوع للحائط وضع لفظ "الحائط"حتى يكون مطابقا ولا متضمن إذ ليس الحائط جزءا من السقف كما كان السقف جزءا من نفس البيت لكنه كالرفيق الملازم الخارج عن ذات السقف الذي لا ينفك السقف عنه .

المبحث الثاني :نشأة الدلالة عند العرب

أهتم علماء العرب قديما بالدلالة لأن لغتهم تمتاز بالثراء الواسع و التصرف المعنوي العريض فكل لفظ في اللغة العربية له احاءات كثيرة ويستعمل في التراكيب المختلفة بمعاني تتفاوت بتفاوت العبارات أصف إلى ذلك ما تحويه من كلمات التي تؤدي عدة معان تبعا لعدد القبائل الناطقة بها .
مرت الألفاظ العربية بتطورات عديدة وقد سلكت الطريق الطبيعي لتصور اللغة والدلالات ,فانتقلت من المحسوس إلى المعقول و عبرت عن مظاهر الحياة العربية في شتى صورها[5] حيث أجمع الباحثون في نشأة علم الدلالة على أنها بدأت بالمحسوسات ثم تطورت إلى الدلالات المجردة بتطور العقل الإنساني  ورقيه[6],فالمجتمع العربي في قومه الأصيل كان مجتمع رحلة ومرعى والكلمات التي تدل على معنى الجماعات في لسان العرب قلما تخلو من الإشارة إلى الرحلة والرعاية .
بما أن علماء المسلمين ورثوا التراث اليوناني والروماني والهندي والفارسي فقد تولدت العلوم والمعارف غير العقدية عندهم متأثرة بهذا التراث الموروث الذي كان التفسير الدلالي فيه مرتبطا بنشأة اللغة الإنسانية التي كانت تدور حول نظريتين وهما :
-نظرية التوقيف ونظرية المواضع واصطلاح الفيلسوف ولهذا جاءت البحوث في دلالة الألفاظ تتركز حول هاتين النظريتين ويرى ابن سينا أن المدلولات في العالم الخارجي  في التجريدات  الذهنية ,واحدة في كل العالم ,أما الوسائل والرموز اللغوية  فمختلفة قال أما دلالة ما في النفس على الأمور فدلالة طبيعية لا اختلاف فيها بين الدال والمدلول عليه ,كما في الدلالة بين اللفظ والمعنى ,فإن المدلول عليه وإن كان غير مختلف فإن الدال مختلف,كما في الدلالة بين اللفظ والكناية ,فإن الدال والمدلول عليه جميعا قد يختلفان .
وما ذكرته سلفا من أن علماء المسلمين القدامى كانوا يربطون الدراسة الدلالية بنشأة اللغة يتضح فيما أورده الرازي مما يعد تلخيصا لهذه الآراء ويتمثل ما قاله في أن الألفاظ إما أن تدل على المعاني بذواتها  أو بوضع  الناس –أو يكون بوضع الله والباقي بوضع الناس والرأي الأول الذي ذكره الرازي .
وهو دلالة الألفاظ بذاتها على المعاني على رأس من قال به عبادة الصميري  ومعناه أن هناك علاقة طبيعية بين الألفاظ والمعاني  قال عبادة :إن بين اللفظ ومدلوله مناسبة طبيعية حاملة للواضع أن يضع[7] .
قال في المزهر للسيوطي:و إلا كان تخصيص الاسم بالمسمى ترجيحا من غير مرجح  وكان بعض ممن يرى رأيه يقول :إنه يعرف مناسبة الألفاظ لمعانيها فسئل ما مسمى " إدغاغ " وهو  بالفارسية "الحجر"قال أجد فيه يبسا شديدا وأراه الحجر .[8]
ثم انتقل للحديث عن بغض الآراء في جوانب دلالية أخرى في التراث الإسلامي ,وفي مقدمتها جهود علماء اللغة العرب في دراسة الدلالة ومال هذا العلم من ارتباط وثيق بدراسة الألفاظ القرآنية وما ذكر الجاحظ من أن المعاني مطروحة على الطريق والنظريات العربية الدائرة حول علاقة اللفظ والمعنى .

المبحث الثالث :دراسات دلالية عند علماء العرب قديما

كان البحث في الدلالة من أهم ما ألف فيه اللغويين العرب وأثار اهتمامهم ,وتعد الأعمال اللغوية المبكرة عند العرب من مباحث علم الدلالة مثل تسجيل معاني الغريب في القرآن الكريم ,ومثل الحديث عن مجاز القرآن ,ومثل التأليف في الوجوه والنظائر في القرآن مثل إنتاج المعاجم الموضوعية ومعاجم الألفاظ ,وحتى ضبط المصحف بالشكل يعد في حقيقته عملا دلاليا لأن تغير الضبط يؤدي إلى تغير وظيفة الكلمة وبالتالي إلى تغير المعنى ,ولعلنا في هذا المقام يكفينا التمثيل بسبب وضع النحو حين لحن قارئ في آية قرآنية وقرأ:"أن الله برئ من المشركين ورسوله"- بجر رسول –بدلا من ضمها  ,مما أدى إلى أن يبرأ الله من رسوله بدلا من أن يكون الرسول هو البريء من المشركين.
قد يكون أقدم حديث عن الدلالة في اللغة العربية هو ما جاء في كتاب سيبويه  عند حديثه عن تقسيم الكلام إلى :اسم وفعل وحرف  قال اعلم أن من كلامهم –يعني العرب –اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين[9]  ,وبعد سيبويه تطور الدراسة الدلالية وتنوعت حيث شملت جوانب مختلفة من فروع اللغة العربية فهذا ابن جني يعقد أبوابا عدة في كتابه الخصائص يدرس فيها عدة موضوعات دلالية منها:
1-أنه قسم الدلالة إلى ثلاثة أقسام [10]
-الدلالة اللفظية –والصناعية –المعنوية
-وقسم هذه الدلالة على ثلاثة مرات بحسب القوة والضعف أقواهن الدلالة اللفظية ثم تليها الصناعية ثم المعنوية
2-دراسة المستوى الصوتي دراسة وافية من خلال حديثه عما سماه الاشتقاق الأكبر ,وحديثه عن دلالة الحركات  ومن خلال عرض السيوطي لآراء العلماء في نشأة اللغة وانتهى في تلخيص آرائهم إلى تقسيم الدلالة إلى
- دلالة ذاتية :وهي المستفادة من الألفاظ وتدخل ضمن الدلالة الصوتية .
- دلالة الوضعية :وتعني أن بعض الألفاظ والمعاني من وضع الله تعالى ,والبعض آخر من وضع البشر
-  دلالة اصطلاحية عرفية :وتعني أن دلالة الألفاظ على المعاني جاءت بالمواضع والاصطلاح من البشر .
وقسم الجاحظ الدلالة تحت ما سماه باب البيان إلى:[11]
-  دلالة لفظية
-  دلالة الإشارة
- دلالة الخط
- دلالة العقدة :والحساب يقصد بالأخيرة العد بالأصابع
وقسم ابن القيم لجوزي دلالة النصوص إلى قسمين قال :دلالة النصوص نوعان حقيقة تابعة لقص المتكلم وإرادته وهذا دلالة لا يختلف والإضافية تابعة لفهم السامع وإدراك وجودة فكرة وقريحته و إضاءة   ذهنية ومعرفة بالألفاظ ومراميها وهذه الدلالة تختلف اختلافا متباينا بحسب تباين الساعين في ذلك [12]

الخاتمة
وخلاصة القول في البحث أن علم الدلالة علم قديم بالقوة حديث بالفعل أي أنه قديم المادة الموضوع حديث الرؤية والمنهج فإذا كان موضوع علم الدلالة هو دراسة معاني اللغة والعلاقة بين الدالها والمدلولها  ,فاللغة قديمة قدم الإنسانية ولعل هذه المقولة تختلف مع قول علماء اللغة القائلين أن علم الدلالة من ابتكار علماء العصر الحديث  دون إعطاء نيالة  لمن فكر في دلالة الألفاظ من العلماء القدامى .

الهوامش :



[1] أحمد بن فارس  معجم مقاييس اللغة الصفحة 395
[2] سورة الصف الآية 10
[3] لسان العرب لابن منظور ج3 ص388  باب الكلام فصل الدال
[4] المسطفى من علم الأصول لأبي حامد الغزالي
[5] مدخل إلى علم الدلالة سلم ولد الطالب أعبيدي
[6] دلالة الألفاظ لدكتور إبراهيم أنيس  ص 157
[7] مدخل إلى علم الدلالة  د  سلم ولد الطالب عبيدي ص 65
[8] المزهر للسيوطي
[9] الكتاب لسيبويه
[11] البيان والتبين للجاحظ
ا[12]الدلالة الحقيقية عند ابن القيم ويسميها المحدثون الدلالة المركزية في كتاب دلالة الألفاظ  د إبراهيم أنيس  ص 106

الخميس، 7 ديسمبر 2017

التناص في النقد الحديث

إعداد الطلاب : 
هيب ولد محمد                       291
مالي بنت سيد محمد                285

آمنة بنت محمد                      332

مقدمة:
يعتبرالتناص من أهم المواضيع النقدية التي تناولها النقاد في العصر الحديث, وداولتها ألسنتهم وجرت بها أقلامهم ومن هذا المنطلق نتعرض لعدة مباحث للتناص :
المبحث الاول:
تعريف التناص:ترد كلمة التناص في لسان العرب بمعني الاتصال"يقال هذه الفلاة تناص أرض كذا وتواصلها أي يتصل بها"
وتفيد الانقباض والازدحام,كما ورد في تاج العروس "انتص الرجل أنقبض,وتناص القوم أزد حموا.
وهذا المعني الأخير يقترب من مفهوم التناص بصيغته الحديثة فتداخل النصوص قريب جدا من ازدحامها في نص ما في الواقع في هذا المفهوم,نلاحظ احتواء مادة التناص علي المفاعلة بين الطرف وأطراف أخري تقابله ويتقاطع معها ويتمايز في بعض الأحيان.
أما اصطلاحا فهو:هو ترجمة للمصطلح الفرنسي "انترتكس"
حيث تعني كلمة"إنتير"في الفرنسية التبادل بينما كلمة"تكس"النص واصلها مشتق من الفعل اللاتيني تكس تير وهو متعد ويعني نسج  وبذلك يعني معني "أينترتكس"التبادل الفني وقد ترجم إلي العربية بالتناص الديني تعاليق النصوص بعضها ببعض,وصيغته التناصيص مصدر الفعل علي زنة التفاعيل تأتي علي اثنين أو أكثر وهو تداخل النصوص ببعضها عند  الكاتب طلبا لتقوية الأثر كما يرد مصطلح"انترتكستيال"وقد ترجم إلي التناص أو المتناص وهو ما يفيد العملية الوضعية في التناص,ومصطلح"أنترتكستياليتي"وقد ترجمه النقاد العرب التناصية أو النصوصية وهذه الترجمة جاءت علي غرار ترجمة مصطلح" استريكتيراليزم"في البنائية أو البنيوية ويريد سعيد علوش في كتابه"معجم" المصطلحات الأدبية المعاصرة  بعض التعريفات لمصطلح التناص بدءا بجولياكلريستفا وانتهاء برولان بارت .
1-يعتبر التناص عند إكريستفا أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل علي نصوص أخري سابقة عنها معاصرة لها.
2-يري سول يرس التناص فض كل نص يتموضع  في ملتقي نصوص كثيرة في ملتقي نصوص كثيرة,بحيث يعتبر قراءة جديدة تشديدا وتكثيفا.
3-ويري فوك بأنه لا وجود لتعبير لا يفترض تعبيرا آخر ولا وجود لما يتولد من ذاته بل من تواجد أحداث متسلسلة ومن توزيع وظائف الأدوار.
4-التناص عملية وراثية للنصوص ,والنص المتناص  يكاد يحمل بعض صفات الأصول.
ولقد عاني مصطلح التناص فض النقد العربي الحديث من تعددية فض الصياغة والتشكيل ,وقد ظهر هذا المصطلح في حقل النقل العربي  الحديث بعد صياغات وترجمات عدة منها:
-التناص أو التناصية
-النصوصية
-تداخل النصوص أو النصوص المتداخلة
-النص الغائب
-النصوص المهاجرة
-تضافر النصوص
-النصوص الحالة والمنزاحة
-تفاعل النصوص
-التداخل النصي
-التعدي
-عبر النصصية

التناص في النقد الغربي الحديث:
إن الجذوة الأولي لهذا المفهوم كانت في الغرب ومن أبرز النقاد الذين تحدثوا عنه ونظروا ابتداء من جليا كرست فا وأنتهاءا بجرار جنت.
إن الجذر الأساس لمصطلح التناص الذي قام حديثا مع الشكلانيين الروس انطلاقا من اشكلوفيسكي الذي فتق الفكرة إذا يقول إن العمل الفني يدرك من خلال علاقته بالأعمال الفنية الأخرى والاستشهاد إلي الترابطات التي تقيمها في ما بينها ولكن الباخلتين كان أول من أصاغ نظريته بأتم معني الكلمة بتعدد القيم النصية المتداخلة أما بخت فلم يستعمل كلمة التناص بل هو استعمل كلمة التداخل اللفظي,والكاتب من وجهة نظر بختي يتطور في عالم مليء بكلمات الآخرين.
التناص في النقد العربي الحديث:
يعد مفهوم التناص من الموضوعات الحديثة في الكتابات النقدية العربية, وقد تعود إلي أكثر من عقد من الزمان مضي,إذ ظهر اعتمادا علي أطروحات النقاد الغربيين, وقد جاء الاستخدام النقدي لنظرية التناص في النقد العربي الحديث متأخرا ما يقارب ربع قرن علي ظهوره في النقد الغربي,وكان من الطبيعي أن يحمل انتقاله إلي الممارسة النقدية العربية للإشكاليات التي كان يعاني منها علي المستوي النظري والمفهوم علي وجه الخصوص.
لقد ذكر عبد القادر الجرجاني واشترط للتمييز بينه وبين الانتحال والسرقة والنسخ تحقيق الإضافة والتجديد.
" فمتى أجهد أحدنا نفسه وأعمل فكره وأتعب خاطره وذهنه في تحصيل معني يظنه غريبا مبتدعا ونظم بيتا يحسبه فردا مخترعا ثم يتصفح الدواوين لم يخطئه أن يجده بعينه أو يجد له مثلا,ولهذا السبب أحضر علي نفسي وأري لغيري بث الحكم علي شاعر بالسرقة"
"ويطرح الدكتور صبري حافظ العديد من القضايا التي تطرحها علاقة النصوص بعضها بالبعض الآخر من جهة, وعلاقتها بالعالم وبالمؤلف الذي يكتبها من جهة أخري كما يطرح موضوع العناصر الداخلة في عملية تلقينا للنص وفهمنا له"
إن هذا الطرح يجعل مفهوم النص يتجاوز علاقات التناص التي تتشكل علي أساسها النصوص الجديدة بغض النظر عن درجات وأشكال هذا التناص إلي دور الواقع الخارجي.
إن النص في ضوء مفهوم التناص بلا حدود فهو دينامكي متجدد متغير من خلال تشابكاته مع النصوص الأخرى وتوالده من خلاله ثم يعرف النص بأنه النص الذي لا يأخذ من نصوص سابقة عليه.بل هو يمنح للنصوص القديمة تفسيرات جديدة,أو يقدمها بشكل جديد الحقيقة أن هناك العديد من النقاد العرب المعاصرين الذين تناولوا التناص في الدراسة نظريا وتطبيقيا,ويعتبر الناقد الدكتور محمد مفتاح أكثرهم عملا علي تطوي واغناء هذا المفهوم فقد حاول محمد مفتاح في كتابه"تحليل الخطاب الشعري استراتجية التناص"وفي تعريفه للتناص عرض تعريفات هؤلاء النقاد وغيرهم, ثم خلي إلي تعريف جامع للتناص هو التعالق"الدخول في علاقة"من نص حدث بكيفيات مختلفة أيضا هو في كتابه"في دينامية النص "يعود يعطي للتناص تسمية جديدة هي" الحوارية"  ويحاول أن يستخدم هذا المفهوم في إطار منهجي يستمد في لبيولوجيا في أغلب مصطلحاته ومفاهيمه.
وذلك بعد أن عرف التناص (باعتباره نصوص جديدة تنفي مضامين نصوص سابقة وتأسس مضامين جديدة خاصة بها يستخلصها مؤول بقراءة بدائية مستكشفة غير قائمة علي استقراء واستنباط.
والدرجات الستة يحددها هي:
1-التطابق:ويتحقق في النصوص المستنسخة.
2-التفاعل:فأي نتيجة تفاعل مع نصوص أخري تنتمي إلي آفاق ثقافية مختلفة .
3- التداخل ويقصد به تداخل النصوص المتعلقة بعضها ببعض في فضاء نصي عام.
4-التحاذي:وهو المجاورة أو الموازاة في فضاء مع محافظة علي هويته وبنيته ووظيفته.
5-التباعد وهو التحاذي الشكلي والمعنوي والفضائي وقد يتحول إلي تباعد شكلي ومعنوي وفضائي.
6-التقاصى وهو يقوم علي تقابل النصوص الدينية الفاجرة السخيفة علي سبيل المثال.
أما الناقد محمد بنيس فقد  اجترح مصطلحا جديدا للتناص سماه النص الغائب وقد اعتمد علي اطروحات اكرست فا وبارت وتودروف.
والتناص عنده يحدث من خلال قوانين ثلاثة:
الاجترار والامتصاص والحوار ويتابع إبراهيم روماني محمد بنيس في تسميته النص الغائب ويعرف بأنه مجموعة من النصوص المستترة التي يحتويها النص الشعري في بنيته وتعمل بشكل باطني عضوي علي تحقق النص وتشكل دلاليته,والتناص عند توفيق الزيدي هو تضمين نص مع نص آخر.
 الخاتمة:
وخلاصة القول حسب التعريفات السابقة أن التناص من منظور اكرستفا أنه أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل إلي نصوص أخري سابقة عنها معاصرة لها,وانطلاقا من هذا فإن التناص هو تداخل أو توالد نص عن نصوص أخري كما شهد التناص خلطا وتداخلا واسعين بينه وبين بعض المفاهيم الأخرى مثل الأدب المقارن والمثاقفة ....الخ

  
المصادر:
-لســــــــــــــــــــــــــان العـــــــــــــــــــــــــرب(مادة النص)
-القامـــــــــــــــــــوس المحيــــــــــــــــــــــــط
-ريكـــــــــورت بــــــــــــــول النص والتأويل محطة العرب
-جليا اكري ست فـــــــــــا
-علــــــــــــــــــــــــــش سعيــــــــــــــد معجم مصطلحات أدبية معاصرة
-التنـــــــــــــــــــــص في شعر الرواد الصفحـــــــــة21
-مجــــــــــــلة الآداب اللبنـــــــــــانيــــــــــــــــة 

نظرية موت المؤلف


إعداد الطلاب:
محمد فاضل مزيان                        286
آسية محمد الأمين                         339
 فاطمة سيد لحبيب                          308 




مقدمة:
كانت النظرية النقدية الاكلاسكية السائدة في العمل الأدبي تقول أن النص ابن شرعي للمؤلف وانعكاسا لحياته وثقافته ونفسيته,وأن إضاءة النص في هذه المعطيات تساعد القارئ علي التماهى والتجاذب مع أفكار المؤلف ومقاربة تجربته الشعورية لتظهر بعد ذلك نظرية نقدية أخري متزامنة مع ظهور البنيوية فتنسف النظرية الاكلاسكية , داعية إلي موت المؤلف و إقصاءه إقصاء تاما فسلطت الضوء علي هذه المقاربة النقدية وفكرة المقارنة التحليلية علي تأصيل نظرية موت المؤلف وتداعياتها الفكرية لتطرح الإشكالية التالية:هل يعد مصطلح موت المؤلف منهجا إجرائيا صرفا أم إشكالية فكرية تمس جميع المستويات؟
المبحث الأول:
-التعريف وتفكيك العنوان:
-الموت:الانتهاء والانقطاع
-المؤلف:هو الكاتب أو الشاعر القائم بأي عمل إبداعي مكتوب. 
موت المؤلف:نظرية تقوم علي فصل الكاتب عن نصه أي أن المؤلف آخر عهده بنصه حين يفرغ من كتابته.
وتعني تحرير النص من سلطة الطرف المهيمن عليه,والمتمثل في الكاتب وتتيح النص للقارئ بما أن القارئ هدف أولي للنص بحيث تريح المؤلف مؤقتا إلي أن يمتلئ النص بقارئه والقارئ بالنص,إذن موت المؤلف ليس فنائه ولا نهايته بل هو فحسب ترفيع للنص على شروط الظرفية وقيودها ومن ثم فتح المجال أمام نصوصية النص لكي تدخل النص إلي آفاق الإنسانية العابرة للزمان والمكان حيث يكون النص قادرا علي بلوغ مداه مع القارئ ومع التاريخ مستقلا بذلك عن سلطة المؤلف, علي أن المؤلف الأكبر للنص هو الموروث الذي يشكل صياغا مصدريا ومرجعيا للنص مثل ما شكل أساسه .
ففكرة موت المؤلف بدأت كردة فعل علي كثير من العلوم الإنسانية التي انطلقت في تحليلها للنص من العوامل النفسية والاجتماعية التي يعيشها المؤلف ومدي تأثير تلك العوامل علي النص أو الإبداع الأدبي إذ بدأت الفكرة من النقاد الجدد بريادة "رانصم" مرورا بالشكلاننيين الروس مثل "جاك بصون" وانتهاء بالبنيوية كما عند "شتراوس" علي إقصاء التاريخ الأدبي للمؤلف والتعامل مع النص جثة هامدة لا حراك فيها, والكشف عن الأنساق والبنية علي كافة مستوياتها الصوتية والصرفة والأسلوبية,بغض النظر عما قاله المؤلف وماذا يقول وإنما تجيب علي السؤال القائل كيف قال؟

المبحث الثاني:
البعد التاريخي (النشأة) :
موت المؤلف أو موت الكاتب نظرية نقدية ظهرت مع موجة النقد البنيوي بفرنسا إبان الثلاثينيات من القرن الماضي على يدي "رولان بارت" في النقد "ومشيل فوك" في الدراسات الإنسانية حيث أطلق عليه موت الإنسان والمراد بيه عزل النص عن مؤلفه,بهدف دراسته دراسة موضوعية تنطلق من النص ومعطياته وتهمل ما عداها من معطيات خارجية كسيرة المؤلف وعصره ونفسيته وكلما يمكن أن يسمي بالإطار الخارجي في دراسة النص,وتعود فكرة موت المؤلف إلي جذور فلسفية وفكرية ترتبط بالظروف الموضوعية التي عاشتها أوربا بعد ثورتها علي الكنيسة ,فقد أعلن الفيلسوف الوجودي "نتشاه" مقولة(موت الإله)ووجدت هذه المقولة صدي واسعا في أوساط النقاد الأوربيين الذين يتوقون إلي تدمير الاتجاه الغيبي لتنتقل هذه المقولة إلي النقد الأدبي فأعلن النقاد الغربيون وعلي رأسهم "رولان بارت" عن موت المؤلف,وقد أكد أن إعدادا من النقاد الغربيين قد سبقوه إلي هذه النظرية.
المبحث الثالث:
أهمية نظرية المؤلف في الدراسات النقدية:
تعد نظرية موت المؤلف من أهم النظريات الشائعة في النقد البنيوي حيث اعتمدها الكثير من النقاد في تحليل النصوص وتقييم الإنتاج الإبداع .
وقد كان لهذا التوجه دور كبير في تحديد مواقف النقاد من النص الأدبي وتضييق مناهجهم إزاء الظاهرة الأدبية, فانقسمت المناهج حسب أسلوبها في قراءة النص وهي كالتالي:
-المناهج الخارجية أو المهتمة بالمؤلف كالمنهج التاريخي والنفسي والاجتماعي والأسطوري.
-المناهج الداخلية أو النصية وهي التي تسعي لقراءة النص من داخله بمعزل عن مؤلفه.كالنقد الجديد والمدرسة الشكلية والبنيوية.
-مناهج القراءة أو المهتمة بالقارئ كالتفكيكية والتأويلية.
-نظرية التلقي الألمانية وهي تختلف عن بعضها بعضا ولكن هناك رابطا بينها هو منح القارئ جزئية أكبر في الحوار مع النص.

المبحث الرابع:
نقد نظرية موت المؤلف:
إن قضية موت المؤلف تحتاج إلي كثير من التأمل والتفكير وضرورة إعادة النظر بتقديم نتائج المناهج السالفة,فالنص والمؤلف كل لا يتجزأ ولا يمكن الفصل بينهما  تحت أي ذريعة من الذرائع,يقول "رولان بارت"أن المعني لا يأتي من خارج اللغة الأمر الذي يعني إقصاء المؤلف لأنه يمثل قيدا علي تفسير النص.
ولعل أهم ما أخذ علي نظرية موت المؤلف هو تطبيقها علي النص القرآني حيث بدأت الإشكالية  في دراسة النقاد للنص القرآني مع بداية ظهور النقد البنيوي الذي حاول تطبيق نظرياته علي القرآن الكريم,بدعوى على أنه نص لغوي وفق الرؤية البنيوية المجردة, وبالتالي تطبيق نظرية "بارت"والتناص وإسقاطهما علي النص القرآني هو بذلك خروج من البشرية إلي الإله وقد وقع في هذا المنزلق الخطير بعض الحداثين العرب أمثال "آدونيس"  "ونصر حامد"و "أبو زيد علي حرب"  و"أروكن" وغيرهم.
الخاتمة:
إذا اعتبرنا أن نظرية موت المؤلف لها فضل كبير علي الأدب وبعض المعارف حيث سلطت الضوء علي أعمال بالغة الأهمية وإن كانت معدودة, وخلاصة القول فيها تحول النقد من اعتبار المؤلف إلي اعتبار النص ولعلها غدا تنتهي بالتركيز علي القارئ.
فالنص كشيء مكتوب لا وجود له أي(الورقة) ليست هي النص بل إن النص يتكون من انطلاق عملية القراءة, وباختصار فإن ما قيل من انتقال النقد إلي التركيز على النص هو بناء صحيح ,ولعل هذا الرأي ما اعتمدته البنيوية في تحليل النص علي حساب ذات المؤلف.









المصـــــــــــــــــادر والمـــــــــــــــراجع
-كتاب نظرية النقد الأدبي الحديث للدكتور يوسف نور عوض.
-كتاب تأنيث القصيد والقارئة المختلفة لعبدا لله الغذامي.
-الخطاب النقدي عند رولان بارت(موت المؤلف نموذجا).
-قراءات في عالم الكتب والمطبوعات (موت المؤلف وخلود الأثر) لإبراهيم السبت.
-جريدة الرياض(إشكالية نظرية موت المؤلف) 

الثلاثاء، 14 مارس 2017

تقديم كتاب :الرواية الشنقيطية من الألفية والشواهد النحوية

تأليف الدكتور:
أحمد كوري ولد يابة السالكي 
             إعداد الطالب أكيه ولد أحمد

المقدمة

يعالج الشيخ  في كتابه الرواية الشنقيطية مشكلة بحثه الأساسيه في محوريين أساسيين أحدهما التحوير والثاني التفسير وبدرجة أقل التأثير، وسنسبح معا في لجج هذا الكتاب لنخرج دره
أولا التحوير :
عدد الشيخ صفحات وجيزة تحويرات الشناقطة لعدد من أبيات ألفية بن مالك ، فتارة يقع التحوير في الشطر الأول من من البيت وتارة يقع التحوير في الشطر الثاني حتى أن التحوير قد يقع في الكلمة أو في تبديل حرف مكان آخر ، كما يقع التحوير في الفصول ، فالشناقطة يحورون الفصول ويضيفونها وهي أصلا ليست موجودة ويبوبون لما لم تبوب له الرواية المشهورة ، فابن مالك يسمي فصله مثلا بالموصول والرواية الشنقيطية تسميه بالموصول الإسمي ، وكذلك في الابتداء فهو عند الشناقطة يسمى بالمبتدإ والخبر ، وكذلك في إعمال المصدر في الألفية فيسمى عند الشناقطة بإعمال المصدر واسمه ، أما التحوير في الشواهد النحوية فهو كذلك يقع ف الكلمة والحرف سواء كان في صدر  البيت أو عجزه وقد يقع التحوير في شطر كامل
ثانيا التفسير:
حاول شيخنا جاهدا محاولة تفسير هذه الظاهرة الغريبة والتي يعز فهمها وتفسيرها فطرح السؤال التالي
هل بالإمكان القول إن نص الألفية والشواهد النحوية تحول من نص كتابي إلي نص شفاهي ؟
واسترسل الرجل في ذكر حفظ الشناقطة وذاكرتهم القوية وأتي بأمثلة خدمت موضوعه كثيرا حتى قال إن أخبار الحفظ عند الشناقطة يطول حصرها ،وقد علل حفظهم (بالظروف الصعبة القاسية التي تقل فيها أدوات الثقافة وأوعيتها وهو ما فرض علي الشنقيطي الحفظ كما أن الورق نادر والكتاب باهض الثمن ....
مع حفظ الشناقطة تحولت الألفية لديهم كفن وذلك تحويلها إلي قضية شبه أدبية فا للألفية حظ وافر من الفنية  والشفاهية عند الشناقطة ومن أمثال ذلك تحول بعض أبيات الألفية وعباراتها إلي أمثال شعبية مثل :
وحذف ما يعلم جائز ،وليقس ما لم يقل
وخلص الشيخ إلي أن الألفية والشواهد النحوية اقتربا من التحول إلي نص شفاهي لدي الشناقطة ولن يستغرب إذا حدث التحوير فالقصيدة الشفاهية كما يقول الشيخ لا تقوم على نص ثابت وهي نص متغير ومتبدل علي لسان كل منشد يغير في كلماتها وجملها وأبياتها وله الزيادة فيها والحذف منها ويدخل فيها عناصر جديدة ويلغي منها آخر مع كل حالة إنشاد بل ربما غير المنشد القصيدة تغييرا كاملا وهذا ما يسهل من قضية التحوير ،ثم أتي الشيخ بميمية حميد بن ثور الهلالي كنموذج صارخ لتحويرات الشناقطة التي طالت هذه القصيدة ،وذكر أن هذه القصيدة التي يحفظها الشنقطي لا تطابق في المجامع الأدبية بل هو نص غريب جدا مفتوح تلتقي فيه بعض النصوص لا يجمع بينها إلا الوزن والقافية فهي لشعراء مختلفين من عصور مختلفة
فجاءت بثوب ضم سبعين رقعة                          مشكلة الألوان مختلفات
وقد ذكر القصيدة دون أن يسقط منها شيئا وهي تتكون من أربعة وخمسون بيتا ثم ذكر بالتفصيل النصوص التي استقيت منها هذه القصيدة فذكر خمسا وثلاثين بيتا هي لحميد أو تنسب إليه أما تسعة عشرة  فهي ليست له وعشرة أبيات منها مجهول قائلها وخمسة من قصيدة للزوميات لأبي العلاء المعري  إضافة إلي أبيات أخري لشعراء مشهورين
ثم ذكر الشيخ قدرة الشنقيطي العجيبة في الحفظ وعقليته المبدعة وخياله الخلاق وله مهارة فائقة كيف لا وهو قد ربط قصيدة متعددة الأغراض لا رابط يجمعها إلي الوزن والقافية فالأمر يتطلب معرفة بتاريخ العرب ومساكنهم المختلفة في بوتقة واحدة ، هكذا فسر القدرة العجيبة للشنقيطي و حصر كل الجوانب التي تمت للتحويرات بصلة واتى بنماذج جلية نسفت الغبار وبينت كل شيئ ، ثم عرج على الألفية والشواهد النحوية مفسرا التحويرات ، يذكر مثلا عبارة (يلزم بعده صلة في الرواية المشهورة إلى  تلزم بعده صلة في الرواية الشنقيطية ، فيقول إن الدافع إلى هذا التحوير نوع من الجنوح إلى المناسبة حتى يتناسب إدخال تاء المضارعة على الفعل تلزم مع التأنيث المجازي لفاعله صلة ) وهكذا فعل في باقي التحويرات يذكر التحوير أولا ثم يفسر ثانيا
_ ومن الشواهد النحوية يذكر البيت التالي :
  جمعتها من أينق عكار       من اللوى شرفن بالصرار
 فالرواية الشنقيطية ( شددن ) والرواية المشهورة ( شرفن )
ويقول إنه يمكن تفسير هذا التحوير بأن شددن أوضح معنا و أقرب تناولا من شرفن ، فالأولى كلمة مأنوسة      
و الأخرى كلمة غريبة وذالك ينسجم مع الشفاهية
                         
_ بعد أن فسر الشيخ التحويرات التي طالت الألفية والشواهد النحوية تجاوز إلى التحويرات التي طالت المتن العديدة الأخرى  في التراث العربي أو عند الشناقطة وإن كانت هذه التحويرات التي اعترضت المتون ما هي إلا تصويبات ، وقد أصبح الشنقيطي وجسا من هذه التصويبات التي تعبث بالنص و يطلب من المصوبين أن يجعلوا التصويب في الهامش أو في كتاب آخر ، فمحمد اليدالي يقول بعد أن خاف تحريف كتابه
وأخشى عليه ناقدا ومحرفــــا          له لم يكن في الرأس منه سوى اللحم
نعم فليصحح ناقدا ذو بصيرة          أخو ثقة ثبت ذكي أخو الفهـــــــــــــم
_ ثم عدد الأمثلة التي طالت العديد من الكتب من بينها مختصر الشيخ خليل و كذالك الدواوين الشعرية
_ ثم ذكر تأثير الرواية خارج بلاد شنقيط و بأنهم قدوة في العلم واللغة ، فمحمد يوسف مقلد يقول : ( ولكن علمهم في اللغة فوق علمنا ) و لهم مكانة رفيعة في الأمصار المشرقية ، فما من شنقيطي حل ضيفا بقطر من أقطار المشرق العربي ، إلا خلف ذكرا و تراثا وذكر بعض الأعلام و مثل بالشيخ محمد محمود ولد اتلاميد كنموذج
ثم تحدث عن عصر الانحطاط الذي طال المشرق فضاعت بعض النصوص و بقيت في شنقيط لأنها لم تعرف عصر الانحطاط ومثل بقصيدة حميد ابن ثور التي التمسها  ابن الأمين في المشرق فلم يجد إلا نسخة واحدة بعد لأي ، وأينما وجدت نسخة شنقيطية اعتد بها فهي نسخة مقدسة ، كما أن لا ثقة إلا في ما يصححه الشنقيطي ،
يقول حسام الدين :( الناس يسكنون إلى كتب الأستاذ الشنقيطي لاسيما ما تعهده بالتصحيح )، فالنصوص التي تعرض على الشنقيطي و تعهدها تعد بمثابة التحقيق العلمي المعتمد اليوم
ثالثا : التأثير
ذكر الشيخ أن الثقافة الشنقيطية قطرة من بحر الثقافة العربية الإسلامية فلا جرم أن يؤثر البحر في القطرة خصوصا المهاجرين الشناقطة الذين استوطنوا المشرق فلا ستغرب منهم أن يستبدلوا الرواية المشهورة بالرواية الشنقيطية

الخاتمـــــــــــــة :

استخدم الشيخ المراجع كثيرا وقد فادته في تقديم مادته و عرضها ، و قد ذكر في كتابه كل ما يمت إلى موضوعه بصلة من قريب أو بعيد ، و إن كان قد استطرد كثيرا في بعض الأحيان